قصة السمكة والضفدع
كانت هناك سمكة تسبح في الماء..
وكان يزورها ضفدع كل يوم يحكي لها عن الحياة خارج الماء و ينبهها من مقالب الانسان "الغول" الذي يغريها كل مرة بصنارته و طعمه ليمسكها...
فمرة جاعت السمكة و اشتهت دودة لذيذة من تلك التي يقذفها الانسان في الواد .. فقال لها الضفدع: اسمعي يا سمكة.. أنت لا تعلمين نتائج التهامك للدودة.. انها ليست حقيقية.. هي مجرد طعم جميل.. اياك أن تفكري في هذا.. ستخسرين"
قالت السمكة بكبر و ثقة زائدة في ذكائها" لا.. أنت تريد أن تحرمني من الأكلة الشهية و تبالغ في تخويفي.. تعتقد أن وجودك فوق الماء يجعلك تفهم كل شيء.. أجزم أنك لا تفقه شيئا. ربما ما تتحدث عنه يحدث فقط مع السمكات الحمقاء.. أو ربما أنت تردد الاشاعات التي تسمعها خارج الماء"
قال لها الضفدع الحكيم منبها: " اسمعي.. أول ما تقتربين من سطح الماء سترين دودة في حديدة.. هذه الدودة طعم لك ليصطادك بها الانسان.. ثم بعد أن تمسكيها بفمك, سيرفع الصياد الصنارة و يخرجك من الماء.. ثم سيأذيك الهواء هناك و لن تستطيعين التنفس.. ثم ستختنقين الى أن تموتين, ليس هذا فحسب.. بل أن الرجل سيأخذك الى محلّه و يبيعك لشخص آخر.. ثم يمسكك الآخر و يسلخ جلدتك الجميلة هذه و يشوهك.. و ينزع قلبك و أمعائك انتزاعا بلا رحمة و لا شفقة..
ليس هذا فقط.. بل سيضعك على النار.. و يشويك..
ليس هذا فحسب.. سيمضغك بين أضراسه الكثيرة.. و يهرسك بفكيه العريضين..
ثم يجترك و يمررك على أمعاء و مصارين و معدة و عشرون جهازا معقدا في جسده الكبير.. حتى تذوبين و تختفي ملامحك..
ليس هذا فقط.. بل أنه بعد هذا سيلفظك جسده في –اكرمكم الله- الخلاء.. حتى تتلقفك الأرض و يأويك التراب..
لقد حذّرتك أيتها السمكة.. دودة صغيرة لا تغني من جوع ستدفعين ثمنها غاليا"
و أصرّت السمكة رغم كل هذه التحذيرات على التجربة.. و فعلا أوّل ما رأت دودة انقضّت عليها.. فآلت الى ما حذّرها منه الضفدع.. و لم تجد الفرصة للتراجع و لا حتى لتخبره أنه كان على حق..
كذلك نحن اخواني.. الرسل و الدعاة كلهم ينادوننا الى طريق الحق.. و الله يرسل لنا الى اليوم من يذكرنا بذنوبنا و ما ينتضرنا بعد الموت.. كل يوم رسائل ربانية تأتينا عبر فلان و علان و التلفزيون و من حولنا لتذكرنا بالموت و ما بعده.. و كل يوم يموت حولنا أشخاص يذكروننا بنفس الشيء.. و نحن نتعض.. و قد لا نتعض..